لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
95355 مشاهدة
المخلوقات لها بداية والذي أوجدها هو الله سبحانه

...............................................................................


وكذلك أيضا هذه المخلوقات معلوم أن لها بداية، وأنها كانت معدومة ثم وجدت، وأن الذي أوجدها هو الله سبحانه وتعالى لم توجد أنفسها، قال الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ يعترفون بأنهم لم يخلقوا أنفسهم، ولم يكن الرجل هو الذي يخلق أولاده، بل الخالق هو الله الذي أوجده وأوجد ذريته، ولو كان هو الذي يخلق ولده لاختار أن يكونوا ذكورا مثلا، وأن يكونوا في غاية الجمال وأن يكونوا في غاية الخلق الحسن، ولكن الله تعالى هو الذي يخلقهم، وهو الذي قدر وجودهم، وهو الذي قدرهم على هذه الهيئة، وفاوت بينهم فجعل هذا قصيرا وهذا طويلا، وهذا جسيما وهذا نحيفا، وهذا كامل الخلق وهذا ناقصه، وهذا أبيض وهذا أحمر وهذا أسود وهذا.. وهذا..
وكذلك هذه الدواب وهذه الوحوش وهذه المخلوقات، إذا تفكر فيها علم أيضًا، أنها ما أوجدت أنفسها، بل لا بد أن لها موجد أوجدها, الذي أوجدها هو الخالق لكل شيء الذي خلق هذه المخلوقات علويها وسفليها، فلا بد لها من موجد تنتهي هذه الموجودات إليه أي: ينتهي بوجودها إلى أن الذي أوجدها هو الواحد الذي لم يلد ولم يولد.